«هل كان يسوع يعلم أنّ يهوذا سيخونه؟ وإذا كان الجواب نعم، لماذا لم يدافع عن نفسه؟».

الجواب: بحسب شهادة الأناجيل الأربعة، قال يسوع في أثناء العشاء الأخير إنّ واحدًا من تلاميذه سيخونه ويسلمه. وبحسب إنجيل متّى، أعطى يسوع إشارةً على الأقل في شأن يهوذا. وخلفيّة هذه الخيانة هناك آية المزمور: «وحتَّى صَديقي الحَميمُ الَّذي اْتَكَلْتُ علَيه فأَكَلَ خُبْزي، رفع عَلَيَّ عَقِبَه» (مزمور 41: 10). فقوّة الشرّ نشِطة حتّى في جماعة يسوع.

لمَ لم يدافع يسوع عن نفسه؟ لمَ لم يهرب؟ لا شكّ في أنّه رأى بوضوحٍ أشدّ أنّه لا يستطيع أن يتفادى موتصا عنيفًا إذا أراد أن يظلّ وفيًّا لرسالته في محبّة الله غير المشروطة لكلّ إنسان. لقد خضع لمصير عبد يهوه (ؤاجع أشعيا 53). فهذا العبد، ومع أنّه بريء، سيُنبَذُ ويُقتَل. وهو سيقبل موته ويسلم أمره لله من دون أن يستعمل العنف ومن دون حقد. بهذه الطريقة فقط يستطيع أن يقطع حلقة العنف المفرغة، ويساهم في مصالحة عالمٍ مملوءٍ بالعنف. فبطاعة يسوع لله تبع طريق عبد يهوه. وبذل حياته «لأجلكم ولأجل الجميع». وهو يقول هذا بوجهٍ خاصٍّ في العشاء الأخير، والجماعة المسيحيّة تحتفل بهذا العطاء الّذي قام به في أثناء احتفالها باقدّاس. فيسوع يدعو المؤمنين إلى أن يكرّسوا ذواتهم للخدمة، ويمنح القوّة من خلال عطائه لروحه القدّوس.