«إن سلالة المسيح تختلف بين إنجيلين. فأيّها السلالة الصحيحة؟».

الجواب: إنّهما تقديمان مختلفان لسلالة يسوع في متّى 1: 1-17؛ ولوقا 3: 23-38. فالسلالة في إنجيل متّى تنحصر في أجداد يسوع الإسرائيليّين، مع أنّه يُبرِزُ أيضًا التأثيرات غير الإسرائيليّة من ناحية النساء (الآيات 3، 5، 6). كانت غايته ربط يسوع بالشخصيّات الأساسيّة للوعد المسيحانيّ، إبراهيم وداوُد، وكذلك السلالة الداوُديّة (2 صموئيل 7: 1 وما يليها؛ أشعيا 7: 14 وما يليها). شجرة العائلة عند لوقا أكثر شموليّة، فهي تعود إلى آدم أبا البشريّة، وبالتالي فإنّ سمتها الشاملة هي أقوى من متّى. فلكونه من سلالة آدم، وهو مثله بدون أب (1: 35)، يؤسّس يسوع جيلًا بشريًّا جديدًا؛ ولعلّ لوقا فكّر في آدم الجديد (راجع رومة 5: 12 وما يليها. فبين داوُد ويوسف هناك اسمان فقط متشابهان في القائمتين. ويُعزى الاختلاف إلى أنّ السلالة الشرعيّة (شريعة الخلافة في التثنية 25: 5) لها نفس قيمة السلالة الطبيعيّة. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ السمة النمطيّة عند متّى لشجرة العائلة تلحّ على توزيع أجداد يسوع على ثلاث مجموعات كلّ واحدة تحوي سبعة أسماء مرّتين. راجع 6 و 9. وهذا المخطّط أجبر على استبعاد ثلاثة ملوك بين يورام وعزّيّا، وذكر يكنيا مرّتين الآيات 11-12. (إنّ هذا الاسم اليونانيّ يكنيا، قد يكون ترجمة لاسمين عبريّين لهما لفظًا مشابهًا: يوياكيم ويوياشيم). وتنتهي القائمتان بيوسف، الأب الشرعيّ ليسوع؛ بحسب تصوّرات ذلك العصر، حيث الأبوّة الشرعيّة وحدها (بالتبنّي أو بالتخليف، إلخ) تمنح ملء حقّ الخلافة، وفي هذه الحالة خلافة السلالة المسيحانيّة. هذا لا يستبعد أنّ مريم تنتمي هي أيضًا إلى هذه السلالة، ولكنّ الإنجيليّين لا يتكلّمون على ذلك.