German
English
Turkish
French
Italian
Spanish
Russian
Indonesian
Urdu
Arabic
Persian

الكنيسة

أولا: تساؤلات المسلمين

 

إلى أي حد يمكن مقارنة الكنيسة بالأمة (جماعة المسلمين)، وما هي نقاط الاختلاف بينهما؟

ما هو الفرق الرئيسي بين مختلف الكنائس المسيحية ؟

هل هناك سعي إلى الوحدة بين المسيحيين ؟

كيف يصبح المرء عضوا في الكنيسة؟ وما معنى العماد (المعمودية)؟

كيف تُدار الكنيسة؟ هل هناك هيئة يقابل دورها دور لجنة المسجد؟

ما هو دور البابا في الكنيسة الكاثوليكية؟ وماذا عن عصمته؟ ماذا عن مهمة الكنيسة التعليمية ودولة الفاتيكان؟ هل يتناسب مفهوم العصمة في المسيحية والإسلام (ومعناه في الإسلام: محمي ضد ارتكاب الخطايا)؟

 

ثانيا: نظرة المسلمين

 

النظرة العامة

يعتبر المسلمون أنفسهم أعضاء في الأمة، جماعة المسلمين، وجميعهم متساوون أمام الله. لا تراتبية في الإسلام (أقله عند السنة)، ولا مكتب تعليمي له سلطان في الحكم حول مسائل الإيمان. كذلك، لا تَرهُّب أو إكليروس. يقف كل مسلم مباشرة أمام الله من دون وسيط.

في وعي المسلمين، تعلو وحدة الأمة فوق مختلف الطوائف (مثل السنة والشيعة) وفوق انقسام العالم الإسلامي إلى دول مستقلة، حتى لو دخلت بعض هذه الدول في صراع أو حرب ضد بعضها البعض. وعلى النقيض فالمسيحيون منقسمون إلى جماعات مختلفة وليس في نطاق العالم المسيحي فحسب.

في الإسلام، تقع مسؤولية تفسير القرآن والسنة على الأفراد. لا ينطبق هنا نظام إجماع علماء الدين. حتما هناك مسلمون يتطلعون إلى سلطة تعليمية تحفظ وحدة الإيمان وتفسره في عالمنا اليوم، لكن في معظم الأحيان، غالبا ما تساور المرء شكوك كثيرة حول فكرة وجود سلطة ملزمة في مسائل الإيمان.

بشكل عام، المسلمون مسلمون لأنهم ولدوا في بلاد إسلامية ونشؤوا على الإيمان الإسلامي. والأمر سيان بالنسبة للمسيحيين. أضف إلى ذلك أن الفرق بين المعمودية في المسيحية والختان (التطهير) في الإسلام قلما يُفهم على حقيقته. فقد ترجم بعض المسلمين العرب كلمة "ختان" (أو تطهير) بكلمة "عماد". من جانب آخر هناك أعداد متزايدة من المسلمين والمسيحيين يعودون إلى إيمانهم وهم بالغون فيلتزمون به من جديد.

 

 

النظرة المفصّلة

 

في الأمة الإسلامية، يتساوى المسلمون، رجالا ونساء، أمام الله "كأسنان المشط" (راجع الحديث النبوي). )إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ( [سورة الحجرات: 13]. لا تتطلب عبادة الله وسيطا، حتى لو أولى معظم المسلمين أهمية كبرى لشفاعة الأولياء. يُعتقد عامة المسلمين  أن محمدا هو الشفيع الحي القائم عند عرش الله، على الرغم من اعتقاد الوهابيين(17)، بناء على آيات قرآنية عديدة، أن هذه الشفاعة لن تكون إلا في اليوم الآخر، وبإذن من الله. (راجع سورة البقرة 256، سورة طه 108 على سبيل التعداد لا الحصر).

الأمة جماعة المؤمنين: )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ( [سورة الحجرات:10]. ويقع على الخليفة (في الماضي) ورئيس الدولة (اليوم) مسؤولية الاهتمام بتضامن وتماسك الأمة، والحفاظ على الشريعة الإسلامية وتطبيقها، لكن لا يترتب عليهما تقديم تعريفات محددة أو تفسيرات حول الإيمان والشريعة.

 

 

تقع على العلماء (العلماء هم من أتقن العلوم الدينية، أما الفقهاء فهم من درسوا الفقه، أي الاجتهادات الدينية) مسؤولية تعريف الإيمان الإسلامي وكيفية ممارسة المسلمين له. والأمة برمتها معصومة عن الخطأ فيما يتعلق بفهم الإيمان والشريعة إذ ورد في الحديث النبوي: "لا تجتمع أمتي على ضلالة". بيد أن تطبيق هذا المبدأ أمر بالغ الصعوبة. وفي كل دولة مفتي أو مجلس من المفتين (دار الإفتاء) مسؤول عن التفسيرات الرسمية للشريعة عبر قرارات شرعية رسمية تعرف باسم: الفتاوى. قد يطلب المسلم أيضا المشورة من العلماء أو شيوخ الصوفية المعروفين بكفاءتهم وخبرتهم.

على إمام المسجد أن يتقدم الناس في الصلاة وأن يؤدي خطبة الجمعة. هو عادة موظف رسمي تدفع الحكومة مخصصاته المالية. وفي غيابه يحل مكانه أي رجل، له مقدرة وكفاءة. والإمام ليس كاهنا، إذ لا إكليروس في الإسلام، بل علماء ملمون بعلوم الدين.

في الإسلام العديد من الطوائف، وتزعم جميعها أن عندها الطريق القويم. لكن يجمع الكثير من مسلمي اليوم على أن الانقسامات الطائفية، خاصة بين سنيين وشيعيين وغيرها من الطوائف، تعود لأسباب تاريخية، فيقولون أن مختلف هذه الطوائف تركز على جوانب مختلفة من الإسلام إلا أنها تستمد كلها جذورها من القرآن.

تبدو المسيحية أكثر انقساما من الإسلام بالنسبة للمسلمين، خاصة فيما يتعلق بالتعاليم المسيحية حول طبيعة يسوع المسيح ومعنى وجوده. وعندما يذكر القرآن المسيح أو النصارى، غالبا ما يلفت الأنظار إلى التشرذم بين المسيحيين. جاء في القرآن: (فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [سورة مريم:37، وقارن سورة البقرة:113، 145، سورة المائدة:14]. يرى مسلمو أوروبا انطباق هذا الواقع أكثر ما يكون على الانقسام بين الكاثوليك والبروتستانت.

 

 

 

ثالثا: النظرة المسيحية

الكاثوليك / البروتستانت

 

الكنيسة مفهوم متعدد الطبقات في الفكر المسيحي. إنها، أولا وقبل كل شيء، جماعة المؤمنين بيسوع المسيح الذين يعترفون به في عمادهم مخلصا وابنا لله. تنقسم جماعة المعمَّدين هذه إلى كنائس مسيحية مختلفة. فالكنيسة هي جماعة المؤمنين الحية في المسيح الذين يسيرون بهديه نحو الحياة البدية.  وهي جسد المسيح السري، هو الرأس وهم الأعضاء.

لا يولد المرء مسيحيا بل يغدو كذلك بالإيمان والعماد(18). فمن اعتمد بالمسيح مات معه ليحيا معه حياة جديدة فيُقام كما أقيم المسيح من بين الأموات (الرسالة إلى أهل روما:6). بالعماد والإيمان يصبح المرء عضوا في الكنيسة. 

لطالما كافحت الكنيسة، في العهدين القديم والجديد، لتكون أمينة لكلمة الله وتفهمها في سياق كل حقبة جديدة. لا يزال الروح القدس، الذي وعد المسيح بإرساله إلى تلاميذه، ناشطا فيجدد يوما بعد يوم فهم كلمة الله وفقا لما تؤمن به جماعة الكنيسة.

بعض المعتقدات الخاصة بالإيمان البروتستانتي

 

حيث يُبشر بكلمة الله حقا وتُمارس أسرار المعمودية والإفخارستيا (القداس)، هناك تكون الكنيسة وفقا لما ورد في الإنجيل. ترتكز الكنيسة على الجماعات المحلية. بنيتها مجمعية (يُقال أيضا سينودوسية، أي العمل معا- العمل الجماعي)؛ قادتها سواء من القسيسين أو الأساقفة، مسؤولون أمام المجامع المكانية المؤلفة من العلمانيين والمكرسين. أما القيادة داخل الكنيسة، مهما أتت (على يد الرجال أو النساء، المتزوجين أو غير المتزوجين) فيُنظر إليها على أنها نوع خدمة  بين الإخوة والأخوات.

 

بعض المعتقدات الخاصة بالإيمان الكاثوليكي

الكنيسة شعب الله حيث يقف الجميع على قدم المساواة أمام الله على أساس عمادهم. والغرض من وجود الكهنة المكرسين داخل الكنيسة هو خدمة جماعة المؤمنين. يتحدث المجمع الفاتيكاني الثاني عن قصد في دستور الكنيسة (Lumen Gentium)، عن "الجماعة الهرمية"، أي التراتبية. والكنيسة ليست هرما، بل جماعة من المسيحيين، أما النظام الهرمي فيرتكز على خدمة الجماعة.

وإذا أردنا فهم عقيدة عصمة الحبر الأعظم (البابا)(19) والأساقفة فهما صحيحا، لا بد أن نلاحظ قبل كل شيء أن كلمة الله، الموحاة من خلال المسيح، معصومة، أي أنها محط ثقة وخالية من كل خطأ. بشّر المسيح بكلمة الله وشهد لحقيقته؛ أتى ليشهد للحق (راجع يوحنا 37:18). كُشفت هذه الحقيقة للكنيسة من خلال عمل الروح القدس وتقبلتها الكنيسة بكل إيمان. أتى الروح القدس (روح الحق) ليرشد تلاميذ المسيح إلى الحق (يوحنا 13:16). في إيمان الكنيسة، الذي بناه الروح القدس، تكمن حتما الحقيقة الإلهية. يفسر بالتالي المجمع الفاتيكاني الثاني ما يلي: "روح الرب على جماعة المؤمنين، مسحها وأرسلها فلا يمكنها أن تخطئ في أمور الإيمان" (قارن رسالة يوحنا الأولى 2: 20، 27). تُمنح هذه العصمة عندما يعبر المؤمنون عن "إجماع شامل في مسائل الإيمان والأخلاق". وتتخذ عصمة الكنيسة في أمور الإيمان شكلها العملي خلال اجتماع الأساقفة باعتبارهم خلفاء للرسل (ضمن المجمع المسكوني) وتحت سلطة خليفة بطرس الرسول المسؤول عن إدارة الكنيسة وصون وحدتها (الكرسي البابوي). بناء على ذلك، لا تخص العصمة الحبر الأعظم (البابا) بصفته فردا، كما لا تتحلى كل إفاداته العقائدية بالعصمة أيضا. ولا تُضفى العصمة على قرارات البابا العقائدية إلا حين ينطق باسم جماعة المؤمنين وبصفته "الراعي الأعلى والمعلم الأسمى لجميع المؤمنين....

 

 فيعلن نهائيا عقيدة إيمانية أو أخلاقية ما". لا يجوز بالتالي للحبر الأعظم (البابا) أو الأساقفة أن يعلنوا اعتباطيا عن عصمة تعاليم معينة. بل هم ملزمون بالإيمان والتعاليم التي اعتنقتها الكنيسة جمعاء والتي لا تزال قائمة من جيل إلى جيل. قبل اعتماد أي مبدأ عقائدي، لا بد للحبر الأعظم والأساقفة العودة إلى شهادة الإيمان في الكتاب المقدس والتقليد الكنسي وخبرة الإيمان الحية لدى المؤمنين  sensus Fidei ). 

والعكس بالعكس، إذ لا بد لجماعة المؤمنين أن تصغي إلى تعاليم الإيمان التي تعلمتها وتقبلتها من مصدر موثوق وسلطة عليا. وتقع مسؤولية هذا التعليم على الكهنة المكرسين في الكنيسة الذين يستمدون دعوتهم من الرسل ومن المهمة التي أوكل بها يسوع إلى بطرس- وهذا ينطبق على وجه الخصوص على الكرسي البابوي (قارن متى 18:16، لوقا 32:22، ويوحنا 21: 15-17).

الكنيسة الجامعة، بحسب مفهوم وشكل الكنيسة الكاثوليكية، عبارة عن أخوة من الكنائس المحلية ذات المكانة المتساوية. تجتمع الكنائس المحلية في الأسقفية تحت إدارة الأسقف. وتنقسم الأسقفية إلى أبرشيات(وحدات رعوية- ادارية)  يرسل الأسقف إليها كهنة الرعية فيؤتمنون عليها. الأسقف مسؤول عن الكنائس المحلية: يرسل إليها الكهنة باعتبارهم معاونيه، فيجمعون المؤمنين في جماعة واحدة للصلاة. على الكهنة، بمساعدة المسؤولين الآخرين في الكنيسة، أن يجمعوا المؤمنين باسم المسيح، ويرأسوا الاحتفال بالافخارستيا (القداس) والأسرار. هم مسؤولون كذلك عن التعليم والإرشاد الروحي. أما مجموع الأسقفيات (أو الكنائس المحلية) فتشكل الكنيسة الجامعة. وتقع مسؤولية إرشادها وصيانة وحدتها على أسقف روما، الحبر الأعظم، خليفة بطرس الرسول، وذلك بمساعدة مجمع الأساقفة. يُعرف قادة الكنائس الشرقية، سواء المستقلة منها عن سلطة البابا في روما، أو المتحدة منها بكنيسة روما، باسم: البطاركة.

 

الكنائس ووحدتها

عرفت الكنيسة منذ أول عهدها الآم الشروخ (الانقسامات) والبدع (الخروج عن الإيمان القويم). وقد لعبت المسائل اللاهوتية، إلى جانب العناصر السياسية والاجتماعية والأخلاقية، دورا مهما وأحيانا فاصلا في هذا التمزق.

 

تُقسم المسيحية اليوم إلى ثلاثة فروع رئيسية عبر العالم: الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة البروتستانتية والكنيسة الأورثودكسية. عارضت تلك الكنائس بعضها البعض لقرون عديدة حتى وصلت في بعض الأحيان الى حد الصراع المسلح. تنافست كذلك في ما بينها في ميدان التبشير بطريقة لم تكن دائما نبيلة. وهذا يتناقض مع رسالة يسوع  عن المحبة وصلواته من أجل الوحدة (يوحنا 17).

في أولى عقود القرن العشرين شهدت  الحركة المسكونية التي تعمل من أجل تحقيق وحدة الكنيسة، تقدما ملموسا. وقد شهد عام 1948 تأسيس المجلس العالمي للكنائس الذي يضم الكنائس البروتستانتية، والكنيسة الأنجليكانية، ومعظم الكنائس الأورثودكسية. أما الكنيسة الكاثوليكية، التي تجمع أكثر من نصف مسيحيي العالم، والتي تعتبر بالتالي الأقوى من حيث العدد، فلم تنضم إلى المجلس، حتى بعد انعقاد المجمع المسكوني الثاني. إلا أنها تشارك في عمل أهم لجان المجلس وتوصلت إلى اتفاقات بارزة مع مختلف الكنائس الأعضاء حول الإفخارستيا والحياة المكرسة والرسالة وسلطة الكنيسة ودور الحبر الأعظم (البابا). يبدو بالتالي أن الطريق نحو وحدة الكنائس مفتوح. أما الهدف فهو اعتراف جميع المسيحيين ببعضهم البعض باعتبارهم إخوة وأخوات في المسيح، وعليهم بالتالي الإصغاء لبعضهم البعض والعمل معا كلما أمكن ذلك.

 

رابعا: أجوبة المسيحيين

 

كل من الكنيسة والأمة جماعة من المؤمنين. ولكليهما أبعاد اجتماعية ودنيوية. ترى الأمة ذاتها على أنها المفوضة بالاستمرار في عمل محمد في العالم المعاصر عبر الجهاد في سبيل تحقيق مشيئة الله. في مقابل الأمة للمسلمين، تأتي الكنيسة التي تمثل وحدة روحية وتعكس حضور المسيح وملكوته. في الكنيسة الكاثوليكية تركيز على البنية الهرمية والتعاليم الرسمية. أما في الكنائس البروتستانتية فالتركيز على مبدأ الجماعة حتى وسط وجود بنى قيادية متطورة. لكن هذا لا يعني أن قيام البنية الأولى يعني بالضرورة غياب البنية الثانية.

الخلافة الرسولية  والبابوية: بصفته رأسا للدولة، كان الخليفة حاكما دنيويا. أما سلطة البابا اليوم فذات طبيعة روحية محض. تضمن دولة الفاتيكان الصغيرة استقلال البابا السياسي وسلطته البابوية، هي الكيان الإداري المركزي في الكنيسة الكاثوليكية. كذلك، ليس السفراء البابويين مبعوثي أي حاكم دنيوي، بل هم  ممثلون شخصيون عن قائد روحي.

 

العصمة في الكنيسة الكاثوليكية(20) وفي الأمة: المبدأ الجوهري للعصمة حاضر في كل من الكنيسة الكاثوليكية والأمة. القاسم المشترك هو أن العصمة تنبع أساسا من جماعة المؤمنين، أما الفرق فيكمن في كيفية تقريرها. في المفهوم الكاثوليكي، تبرز الحاجة إلى هيئة تعليمية تسترشد بالروح القدس لتبقى الكنيسة وفية لتعاليم الإنجيل من جيل إلى جيل.

 

يترأس الكاهن الكاثوليكي والقس البروتستانتي والإمام الصلوات الطقسية والتعليم والتبشير. يُرسَم كل من الكاهن والقس ليَخدم على مذابح كنيسته، أما الإمام فهو رجل مسلم مفوض من قبل المؤمنين في مسجد أو مجموعة مساجد لكي يترأس جماعة من المؤمنين. والعمل كإمام، لا يقضي بالضرورة تعلم اللاهوت أو علم الكلام.

 

العماد (المعمودية)، قانون الإيمان والختان (التطهير): يصبح المرء مسلما إذا ولد من أبوين مسلمين أو إذا اعتنق الإسلام عن طريق تلاوة (الشهادة) أمام شهود. ويصبح المرء عضوا في الكنيسة المسيحية عن طريق العماد الذي يتضمن إقرارا بالإيمان بالمسيح، ابن الله الحي. لم يذكر الختان (التطهير) في القرآن إذ ينتمي تقليده إلى السنة (التقليد المرتكز على الحديث)، وهو واجب حسب بعض الفقهاء ومستحب حسب البعض الآخر. يُطبق على البنين ويحبذ البعض ممارسته على البنات وهذا ما يرفضه معظم المسلمين.

 

وحدة الكنيسة ووحدة الأمة: عرفت كل من الكنيسة والأمة الانقسامات والعداوات المصحوبة غالبا بسفك الدماء. ينبغي ألا ننكر الأخطاء والخطايا والعوامل البشرية وألا نغض الطرف عنها. وضمن الكنيسة الكاثوليكية، قد يعني هذا، على سبيل المثال، الاعتراف بالأعمال التي ساهمت في وقوع الشرخ الكبير مع الكنيسة الشرقية، والانقسامات داخل الكنيسة في القرن السادس عشر. أما ضمن الكنائس البروتستانتية، فيعني هذا الاعتراف بالصراعات القائمة فيما بينها، مما يتيح الفرصة للقول إن الكنيسة المسيحية، في العقيدة الكاثوليكية، نابعة من الله لكن مؤلفة من البشر الضعفاء. فالكنيستان الكاثوليكية والبروتستانتية مقدستان لكن مؤلفتان من البشر الخاطئين. أما الاعتراف بأن الكنيسة في حالة إصلاح مستمر، فيفرض تحديا دائما إذ يعني أن هذه المؤسسة تخوض عملية تجدد فكري مستمر، على ألا يساء فهم ذلك على أنه دعوة إلى المزيد من الانقسام. وتماما مثلما يشعر المسلمون أنهم إخوة في الإيمان، على الرغم من انقسام دينهم إلى فروع وشعب مختلفة، كذلك المسيحيون يقرون  بأنهم واحد في المسيح على الرغم من الانقسامات الطائفية. وهم مدعوون للعمل معا كلما أمكن ذلك نذكر على سبيل المثال: ترجمة الكتاب المقدس وتفسيره، والتأمل والبحث اللاهوتي، وتنمية الروحانية والشهادة، وفي العمل الاجتماعي والخيري.

_________________________________________________________________

  

(17) مذهب اسلامي ذو نزعة سلفية يرمي الى تخليص الشريعة الاسلامية من الشوائب. دعا اليه محمد عبد الوهاب وساعد محمد بن سعود الى انتشاره في الجزيرة العرابية.

(18) المسيحي بالمعمودية يجسد ايمانه رسميا بالمسيح  ويبدا عضويته في الكنيسة، لكن هذا الايمان يجب ان ينمو ويتفتح ويصير ايمانا شخصيا من اجل الالتزام وليس شانا اجتماعيا ووراثيا.

(19) الكلمة تعني ان تعليم الكنيسة عندما يعرض عقيدة ايمانية او أخلاقية بصورة نهائية وموجبة، هو معصوم بالنعمة من كل ضلال وليس يقوى رؤسائها البشرية. وبما ان الكنيسة تواصل حضور يسوع ورسالته  الالهية فالعصمة مرتبطة بحقيقة هذه الرسالة الالهية. 

(20) تمشيا مع هيكلية السلطة الكنسية وتعليمها فالعصمة تخص كل من له سلطان كامل تجاه الكنيسة الجامعة. 1- مجموع الاساقفة تحت سلطة البابا يعلنون بصورة جماعية عقيدة كموحاة من الله في سبيل الكنيسة.2- المجمع المسكوني مع البابا 3- البابا وحده، كمعلم الكنيسةالأعظم، أي عندما يستعمل سلطته التعليمية السامية وليس في ارائه الشخصية. معجم اللاهوت الكاثوليكي، كارل رانر وهربرت فورغريملر، ترجمة المطران عبدو خليفة، دار المشرق 1985، ص 211.


Contact us

J. Prof. Dr. T. Specker,
Prof. Dr. Christian W. Troll,

Kolleg Sankt Georgen
Offenbacher Landstr. 224
D-60599 Frankfurt
Mail: fragen[ät]antwortenanmuslime.com

More about the Authors?